هل شعرت بدوخة مفاجئة أفقدتك توازنك دون سابق إنذار؟ قد لا يكون السبب بسيطًا، بل ناتج عن التهاب العصب الدهليزي، أحد الأعصاب القحفية المسؤولة عن الاتزان. في هذا المقال، نكشف لك الأسباب، الأعراض، وطرق التشخيص والعلاج المعتمدة.

ما هو التهاب العصب الدهليزي؟
التهاب العصب الدهليزي (Vestibular Neuritis) هو اضطراب يصيب العصب القحفي الثامن، وبشكل أكثر تحديدًا فرع التوازن المعروف باسم العصب الدهليزي، وهو المسؤول عن نقل الإشارات المتعلقة بوضعية الجسم والتوازن من الأذن الداخلية إلى الدماغ.
📌 في هذه الحالة، يؤدي الالتهاب إلى انقطاع مؤقت أو دائم للإشارات، مما ينتج عنه شعور بـ الدوخة الشديدة والدوار العنيف، وغالبًا ما يكون مفاجئًا ومقلقًا للمريض.
العصب الدهليزي المسؤول عن التوازن
العصب الدهليزي هو جزء من العصبون القوقعي الدهليزي، والذي ينقل الإشارات من:
- القنوات الهلالية الثلاث
- الدهليز (utricle وsaccule)
- إلى جذع الدماغ
هذه الإشارات ضرورية للحفاظ على توازن الجسم، وتنسيق الحركة مع الرؤية، وعند التهابه، تحدث فوضى في استقبال هذه الإشارات، فيشعر الشخص كأن العالم يدور من حوله.
أسباب التهاب العصب الدهليزي
غالبًا ما يحدث اعتلال العصب الدهليزي بسبب:
- عدوى فيروسية (السبب الأكثر شيوعًا)
- مثل فيروس الهربس البسيط أو فيروسات الجهاز التنفسي.
- تسبب التهابًا في العصب، يؤثر على وظيفته في نقل الإشارات.
- التهابات الأذن الداخلية المصاحبة لنزلات البرد أو الإنفلونزا.
- أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم الأعصاب.
- نادرًا ما يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية أو ورم في العصب القحفي.
📌 في معظم الحالات، يكون السبب غير محدد بدقة، لكن الفيروسات هي السبب المرجّح.
أعراض التهاب العصب الدهليزي
تشمل الأعراض الأساسية لهذا الاضطراب:
- دوار حاد ومستمر لأكثر من 24 ساعة.
- غثيان وقيء يصاحبان الدوار.
- عدم القدرة على المشي بثبات.
- الإحساس بأن الأشياء تدور أو تتحرك.
- صعوبة في التركيز أو الرؤية بوضوح.
- في بعض الحالات: طنين الأذن أو شعور بامتلاء الأذن.
- عادة لا يصاحبها فقدان سمع واضح، بعكس التهاب القوقعة.
يظهر الطنين أو فقدان السمع فقط إذا كان الالتهاب ممتدًا للعصب السمعي أيضًا، وتُسمى الحالة حينها: التهاب العصب القوقعي الدهليزي.
الفرق بين الدوار الناتج عن العصب الدهليزي والدوار العادي
الدوار العادي | التهاب العصب الدهليزي |
يدوم ثوانٍ إلى دقائق | قد يستمر لساعات أو أيام |
لا يسبب غثيانًا شديدًا | غالبًا يصاحبه قيء |
يحدث مع تغيير الوضعية | يحدث فجأة وبدون تغيير وضعية |
يختفي تلقائيًا بسرعة | يحتاج إلى علاج وتأهيل |
تشخيص التهاب العصب الدهليزي
لدى د. هشام طه، يتم تشخيص التهاب العصبون الدهليزي من خلال:
- أخذ التاريخ الطبي بدقة.
- فحص التوازن وتناسق الحركات.
- اختبارات السمع والاتزان مثل VNG و VEMP.
- استبعاد الأسباب العصبية الأخرى باستخدام الرنين المغناطيسي أو تخطيط الدماغ.
- اختبار دفع الرأس للكشف عن خلل في الإشارات الدهليزية.
العلاج المعتمد لالتهاب العصب الدهليزي
العلاج يهدف إلى:
- تقليل الأعراض.
- دعم الجسم لاستعادة وظيفة الاتزان.
- تسريع الشفاء الذاتي للعصب.
يشمل العلاج:
- أدوية مضادة للدوار مثل ميكليزين أو ديمينهيدرينات.
- مضادات القيء لتخفيف الغثيان.
- كورتيزون فموي (حسب الحالة) لتقليل الالتهاب.
- أدوية مضادة للفيروسات إذا ثبت وجود عدوى فيروسية.
- الراحة في الفراش في أول 48 ساعة.
- تمارين التأهيل الدهليزي لسرعة استعادة التوازن.
هل يختفي التهاب العصب الدهليزي من تلقاء نفسه؟

في معظم الحالات، نعم، يتعافى المريض خلال 3 إلى 6 أسابيع تدريجيًا.
لكن في بعض الحالات، قد يعاني الشخص من بقايا أعراض خفيفة مثل تشتت التوازن أو الدوار عند الحركة السريعة، وهنا يُنصح بجلسات التأهيل العصبي-الحسي.
متى يجب استشارة الطبيب؟
راجع الطبيب فورًا إذا شعرت بـ:
- دوخة مفاجئة ومستمرة.
- صعوبة في المشي أو سقوط متكرر.
- ازدواج في الرؤية أو ارتباك ذهني.
- أعراض تشبه السكتة الدماغية.
لا تهمل هذه الأعراض، فالتشخيص المبكر يساعد على التحكم السريع في الالتهاب وتفادي المضاعفات العصبية.
وأخيرا، التهاب الدهليزي قد يكون مفاجئًا ومقلقًا، لكنه قابل للعلاج عند التشخيص الصحيح. لا تعتمد على البحث الذاتي، واستشر أخصائي السمع والاتزان د. هشام طه للحصول على خطة علاجية دقيقة ومتكاملة.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن الشفاء من التهاب العصب الدهليزي؟
نعم، معظم حالات التهاب العصب الدهليزي (Vestibular Neuritis) قابلة للشفاء، خاصة إذا كانت ناتجة عن عدوى فيروسية. قد تستمر أعراض الدوار وفقدان التوازن لأيام أو أسابيع، لكن الجسم يعوّض الخلل مع الوقت، والعلاج الدوائي والفيزيائي يساعد في تسريع التحسن.
كيف أعرف أني مصاب بالدوار الدهليزي؟
إذا شعرت بـ دوخة شديدة مفاجئة، فقدان توازن، وصعوبة في الإحساس بثبات الجسم دون وجود مشاكل في السمع، فقد تكون مصابًا بـ التهاب العصب الدهليزي.
الدوار لا يزول عند تغيير وضعية الرأس، وقد يصاحبه غثيان أو ترجيع.
كيفية تهدئة التهاب العصب الدهليزي؟
- الراحة في أول أيام الإصابة
- تجنّب الحركات السريعة للرأس
- شرب الماء والابتعاد عن الإضاءة القوية
- استخدام أدوية مثل مضادات الدوار ومضادات الالتهاب بإشراف الطبيب
- بعد زوال الأعراض الحادة، يمكن بدء تمارين التوازن الدهليزي لتسريع الشفاء
لأن العصب الدهليزي مسؤول عن إرسال إشارات التوازن من الأذن الداخلية للمخ، فإن تهدئته تعتمد على الراحة والدواء والتأهيل.
يعاني أحد أحبائك من دوار متكرر وغثيان؟
📞 لا تتردد في حجز موعد مع د. هشام طه أستاذ طب السمع والاتزان، لتشخيص وعلاج التهاب الدهليزي بشكل علمي وفعال.