بعد مرور أشهر من المعاناة مع الدوار الدهليزي، أصبحت كل لحظة بسيطة كأنها اختبار للتوازن والثقة. تبدأ القصة بنوبات مفاجئة من الدوخة الشديدة، تستمر لبضع دقائق لكنها كافية لتجعل الشخص يشعر بالغثيان ويفقد القدرة على الوقوف بثبات. من خلال تجربتي مع الدوار الدهليزي اكتشفت جانبًا خفيًا من هذا المرض، بين الألم والرغبة الصادقة في استعادة الإحساس الطبيعي بالحياة 🌿.

ما هو الدوار الدهليزي؟
الدوار الدهليزي (Vertigo) ليس مجرد دوخة عابرة، بل حالة تصيب الجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية المسؤول عن حفظ توازن الجسم. وعندما يختل هذا النظام الدقيق، يشعر المصاب بأن الأشياء تدور من حوله، حتى وهو ثابت في مكانه.
يعدّ مرض الدوار الدهليزي من أكثر الأمراض شيوعًا في عيادات الأنف والأذن، حيث يعاني منه عدد كبير من الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، خاصة بعد منتصف العمر.
تجربتي مع الدوار الدهليزي
تقول احدى المريضات “بدأ كل شيء في صباح يوم عادي، أنا رجل في منتصف العمر، كنت أستعد للذهاب إلى عملي عندما شعرت فجأة بدوار شديد. لم تكن مجرد دوخة عابرة، بل كانت نوبات مفاجئة وعنيفة تجعل الغرفة تدور بي بشكل لا يطاق. كانت النوبة تستمر لبضع دقائق، لكنها كانت كافية لجعله يشعر بالغثيان ويفقد القدرة على الوقوف أو المشي بثبات. في البداية، تجاهلت الأمر، معتقدًا أنه مجرد إرهاق. لكن مع تكرار هذه النوبات، أدركت أن المشكلة أعمق من ذلك. مررت بالعديد من التجارب الصعبة، حيث كان الخوف من حدوث نوبة أخرى يسيطر على حياتي اليومية ويمنعني من ممارسة أبسط الأنشطة.”
أعراض الدوار الدهليزي
عادةً ما تظهر أعراضه بشكل مفاجئ وتشمل:
- صداع أو ثقل في الرأس
- الشعور بالغثيان أو القيء
- تشوش الرؤية أو صعوبة التركيز
- الإحساس بدوران الغرفة أو الجسد
- فقدان التوازن وصعوبة المشي بثبات
- طنين في الأذن أو ضعف السمع المؤقت
هذه الأعراض تختلف من شخص لآخر، وقد تكون خفيفة أو شديدة تبعًا لنوع الدوار وأسبابه.
أسباب الدوار الدهليزي
تتعدد الأسباب، ومن أهمها:
- الصداع النصفي الدهليزي.
- الضغط النفسي والإرهاق الجسدي المستمر
- العوامل العمرية التي تضعف توازن الجسم مع التقدم في السن.
- إصابات الرأس والرقبة: يمكن أن تؤدي الحوادث إلى إتلاف هياكل الأذن الداخلية والتسبب في الدوار.
- التهاب العصب الدهليزي أو التهاب التيه: يحدث عادة بسبب عدوى فيروسية تؤثر على العصب الدهليزي، مما يسبب دوارًا حادًا ومستمرًا قد يدوم لعدة أيام.
- مرض مينيير: هو اضطراب يصيب الأذن الداخلية نتيجة تراكم السوائل فيها. يسبب نوبات دوار طويلة، مع طنين في الأذن وفقدان متقطع للسمع.
- دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV): هو السبب الأكثر شيوعًا. يحدث عندما تتحرك بلورات الكالسيوم الصغيرة في الأذن الداخلية من مكانها، مما يسبب نوبات دوار قصيرة وحادة عند تحريك الرأس بطرق معينة.
هل الدوار الدهليزي خطير؟
أحد أكثر الأسئلة التي تشغل بال أي مصاب هو: “هل هذا المرض خطير؟”. الجواب المباشر هو أن الدوار الدهليزي بحد ذاته ليس خطيرًا على الحياة في معظم الحالات. لكن، على الجانب الآخر، فإن النوبات المفاجئة قد تكون خطيرة إذا حدثت أثناء قيادة السيارة أو تشغيل آلات ثقيلة، كما أن السقوط الناتج عن فقدان التوازن قد يسبب إصابات بالغة، خاصة لدى كبار السن. لذلك، فإن معرفة أسبابه والحصول على علاج مناسب أمر ضروري.
كيف يتم تشخيص مرض الدوار الدهليزي؟

في عيادة د. هشام طه – أستاذ طب السمع والاتزان بجامعة عين شمس – يتم تشخيص حالات الدوار الدهليزي بدقة من خلال مجموعة من الفحوصات المتخصصة، التي تهدف إلى تحديد سبب الخلل في الاتزان، وتمييز ما إذا كان ناتجًا عن الأذن الداخلية أو عن عوامل أخرى.
أهم هذه الفحوصات:
- اختبار الاتزان (Vestibular Test): وهو الفحص الأساسي لتقييم وظيفة الجهاز الدهليزي المسؤول عن التوازن داخل الأذن الداخلية. يتم عبر قياس حركة العين واستجابة الرأس والجسم للمحفزات المختلفة، مما يساعد على تحديد موضع الخلل بدقة.
- اختبار ضغط الأذن (Tympanometry): يُستخدم هذا الفحص للتأكد من سلامة الأذن الوسطى وعدم وجود التهابات أو انسداد قد يؤثر على الإحساس بالاتزان.
- اختبارات السمع للبالغين والأطفال: تُجرى لتقييم وظيفة السمع، خاصة في الحالات التي قد يرتبط فيها الدوار بمشكلات في الأذن الداخلية مثل مرض منيير.
- جلسات تأهيل الدوار (Vestibular Rehabilitation): وهي ليست فحصًا تشخيصيًا بل جزء من خطة العلاج، حيث تُستخدم التمارين الخاصة لإعادة تدريب الدماغ والجسم على الحفاظ على التوازن والتقليل من نوبات الدوار.
من خلال هذه الفحوصات الدقيقة، يتمكن د. هشام من تحديد السبب الحقيقي للدوار ووضع خطة علاج مخصصة لكل مريض، بما يضمن تحسن الأعراض واستعادة القدرة على الحركة بثبات وثقة. 🎯
طرق علاج الدوار الدهليزي
يعتمد العلاج على السبب، ويشمل:
- جلسات تأهيل الدوار: تساعد على تدريب الدماغ والجسم لاستعادة التوازن بشكل طبيعي.
- العلاج الفيزيائي (تمارين الاتزان): بإشراف متخصص لتقوية الجهاز الدهليزي.
- تجنب العوامل المحفّزة: مثل الحركة المفاجئة أو الإرهاق الشديد.
- العلاج الدوائي: لتخفيف الأعراض كالدوخة والغثيان.
- العلاج الجراحي: في الحالات النادرة جدًا.
يقدّم الجانب الآخر من العلاج لدى د. هشام طه متابعة دقيقة واستشارات فردية لضمان تحسّن المريض وتجنّب الانتكاسات المستقبلية. 💡
العوامل التي تزيد من المشكلة
من العوامل التي تجعل نوبات الدوار متكررة:
- قلة النوم
- تغيرات ضغط الدم
- قلة النشاط البدني
- القلق النفسي والتوتر
- بعض الأدوية التي تؤثر في الجهاز العصبي
توضح التجارب الصعبة للكثير من المرضى أن التحكم في هذه العوامل جزء أساسي من التعافي.
هل يمكن التخلص منه نهائيًا؟
في أغلب الحالات، نعم يمكن. بعد التشخيص السليم والالتزام بالعلاج، تتحسن حالة المريض تدريجيًا حتى تختفي النوبات تمامًا. لكن من المهم المتابعة الطبية المستمرة، لأن بعض الحالات المزمنة تحتاج لعناية طويلة المدى.
نصائح للوقاية وتقليل النوبات
- تجنّب الوقوف المفاجئ بعد الجلوس أو الاستلقاء
- احرص على شرب كميات كافية من الماء
- راجع الطبيب فور تكرار الأعراض
- قلّل من تناول الكافيين والملح
- مارس تمارين التوازن بانتظام
هذه النصائح البسيطة قد تكون فارقة في الوقاية من مرض الدوار الدهليزي ومنع عودة الأعراض المزعجة.
الجانب الآخر من التجارب الصعبة
التجارب الصعبة مع الدوار الدهليزي قد تترك أثرًا نفسيًا، فالمريض يشعر بفقدان السيطرة على جسده. لكن الجانب الإيجابي هو أن معرفة الأسباب والعلاج الصحيح تعيد الثقة للمصابين وتمنحهم أملًا بالتحسن الكامل. 🌿
متى تزور الطبيب؟
يجب زيارة الطبيب فورًا إذا:
- استمرت النوبات أكثر من عدة دقائق
- صاحبها ضعف في السمع أو طنين مستمر
- كانت مصحوبة بإغماء أو صعوبة في الكلام
في هذه الحالات، يُنصح بالتوجه إلى عيادة د. هشام طه – أستاذ طب السمع والاتزان بجامعة عين شمس 📍
العنوان: 27 شارع الخليفة المأمون – روكسي – مصر الجديدة
الهاتف: 01227431717
في نهاية مقالنا عن تجربتي مع الدوار الدهليزي، يمكن القول إن هذا المرض رغم كونه أمرًا شائعًا، إلا أن فهمه الصحيح والتعامل معه بجدية هو الخطوة الأولى نحو التعافي.
مع د. هشام طه، يمكنك أن تطمئن إلى تشخيص دقيق وعلاج شامل مبني على أحدث التقنيات الطبية في مجال طب السمع والاتزان. 🌸
