هل استيقظت يومًا وأحسست بأن العالم يدور حولك عند تغيير وضع رأسك؟ 😨
عند الإصابة بـ علاج الدوار الحركى الحميد، يشعر المريض بنوبات دوخة مفاجئة ومزعجة. في هذا المقال سنتبع خطوات واضحة لتشخيص الحالة، ونعرض كيفية التعامل بالعلاج الطبيعي، المناورات الموضعية، واستخدام الأدوية المضادة عند الحاجة، حتى تستعيد توازنك بسرعة وأمان.

كل ما تريد معرفته عن علاج الدوار الحركي الحميد (BPPV)
الدوار الحركي الحميد، أو ما يُعرف بالإنجليزية Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV)، هو اضطراب في الأذن الداخلية يؤدي إلى نوبات قصيرة من الدوخة أو الدوار المفاجئ عند تحريك الرأس في وضعيات معينة.
يحدث بسبب تحرك بلورات الكالسيوم الصغيرة داخل القناة الهلالية، مما يربك الدماغ في تفسير حركة الجسم.
ورغم أن هذا الاضطراب غير خطير، إلا أنه مزعج جدًا ويؤثر على الاتزان وجودة الحياة.
لحسن الحظ، يمكن علاج الدوار الحركي الحميد بسهولة في معظم الحالات عبر تمارين وعلاجات بسيطة دون جراحة.
ما هو الدوار الوضعي الانتيابي الحميد؟
يعتبر الدوار الوضعي الانتيابي الحميد (BPPV) أحد أكثر أسباب الدوار شيوعًا، وهو اضطراب في الأذن الداخلية. على الرغم من أن أعراضه قد تكون شديدة ومقلقة، إلا أنه “حميد”، أي أنه ليس علامة على مشكلة خطيرة، وعلاجه غالبًا ما يكون بسيطًا وفعالًا. فهم طبيعة هذا الاضطراب وكيفية علاجه هو المفتاح الرئيسي للتخلص من هذا الشعور المزعج بالدوران.
لفهم هذا الاضطراب، تخيل أن داخل أذنك الداخلية توجد بلورات دقيقة من كربونات الكالسيوم تساعد في الحفاظ على التوازن. يحدث الدوار الوضعي الحميد عندما تتحرك هذه الترسبات من مكانها الطبيعي في الأذن وتنتقل إلى إحدى القنوات الهلالية، وهي المسؤولة عن رصد حركة الرأس. هذا الأمر يرسل إشارات خاطئة ومفاجئة إلى الدماغ بأنك تدور، مما يسبب الشعور بالدوخة والدوار.
أعراض الدوار الحركي الحميد: كيف تعرف أنك مصاب به؟
تتميز أعراض هذا الاضطراب بأنها تأتي في نوبات قصيرة ومفاجئة، وعادة ما تستمر لأقل من دقيقة. أهم الأعراض:
- شعور حاد بالدوار أو بأن الغرفة تدور بك (Vertigo).
- تحدث النوبات بسبب تغيير وضع الرأس، مثل التقلب في السرير، أو النظر لأعلى، أو الانحناء.
- فقدان التوازن والشعور بعدم الثبات.
- الغثيان وفي بعض الحالات القيء.
- عادةً لا يكون مصحوبًا بفقدان السمع أو طنين مستمر في الأذن.
في الحالات البسيطة تختفي النوبات تلقاء نفسها خلال أسابيع،
أما الحالات الأكثر حدة فتحتاج إلى جلسات العلاج الطبيعي وتمارين الاتزان الخاصة لتخفيف شدة الأعراض.
ما هي أسباب الدوار الموضعي الحميد الأكثر شيوعًا؟
في كثير من الحالات، لا يكون هناك سبب معروف لحدوثه (Idiopathic). ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة:
- التقدم في العمر: حيث يصبح أكثر شيوعًا لدى الأشخاص فوق سن الخمسين.
- مشاكل في العمود الفقري أو الرقبة قد تكون مرتبطة في بعض الأحيان.
- الاستلقاء لفترات طويلة، مثل فترة النقاهة بعد الجراحة.
- إصابات الرأس: حتى لو كانت خفيفة.
- اضطرابات أخرى في الأذن الداخلية.
التشخيص الدقيق: خطوة دكتور هشام طه الأولى نحو العلاج
التشخيص الصحيح هو أهم خطوة، وهنا يأتي دور الطبيب المتخصص في طب السمع والاتزان. يعتبر الدكتور هشام طه أن الفحص السريري الدقيق هو حجر الزاوية لتحديد السبب. يتم التشخيص عادةً باستخدام مناورة ديكس-هولبايك (Dix-Hallpike)، حيث يقوم الطبيب بتحريك رأسك وجسمك بوضعيات معينة ومراقبة حركة عينيك. هذا الاختبار البسيط يساعد في تأكيد التشخيص وتحديد القناة الهلالية المصابة في الأذن الداخلية، وهو أمر ضروري لاختيار العلاج المناسب. 🩺
العلاج الطبيعي ومناورات إعادة التموضع: الحل الأسرع
لحسن الحظ، العلاج الأكثر فعالية للدوار الحركي الحميد ليس بالأدوية، بل بسلسلة من الحركات البسيطة التي تُعرف باسم مناورات إعادة التموضع. أشهرها:
- مناورة إيبلي (Epley Maneuver): وهي مجموعة من التمارين وحركات الرأس التي يقوم بها الطبيب لإعادة البلورات المترسبة إلى مكانها الصحيح في الأذن. فعاليتها عالية جدًا وقد يشعر المريض بتحسن فوري.
- مناورة سيمونت (Semont Maneuver): وهي خيار آخر فعال يتضمن سلسلة مختلفة من الحركات السريعة.
هذه التمارين يجب أن تتم تحت إشراف طبيب متخصص مثل الدكتور هشام طه لضمان تطبيقها بشكل صحيح وتجنب أي مضاعفات.
كيفية التعامل مع الحالات البسيطة: هل يزول تلقاء نفسه؟
نعم، في بعض الحالات البسيطة، يمكن أن تختفي أعراض الدوار الحركي الحميد من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة أو أشهر قليلة. ومع ذلك، لا يُنصح بالانتظار والمعاناة من الأعراض المزعجة التي قد تؤثر على جودة حياتك وتزيد من خطر السقوط، خاصة وأن العلاج الطبيعي فعال وسريع.
علاج الدوار الحركي بالأدوية 💊
في بعض الحالات، يصف الطبيب الأدوية المضادة للدوار لتقليل الغثيان والدوخة، مثل:
- بيتاهيستين (Betahistine).
- ميكليزين (Meclizine).
- مضادات الهستامين الخفيفة.
هذه الأدوية لا تُعالج السبب الجذري، لكنها تخفف الأعراض أثناء النوبات الحادة.
يُفضل استخدامها لفترة قصيرة فقط لتجنب الأعراض الجانبية.
يؤكد د. هشام طه أن العلاج الدوائي يكون مكملًا للعلاج الطبيعي وليس بديلًا له.
جلسات تأهيل الدوار والتوازن: دورها في الحالات الأكثر حدة

في بعض الحالات الأكثر حدة أو عندما تتكرر النوبات، قد يوصي الدكتور هشام ببرنامج تأهيل الدوار (Vestibular Rehabilitation). هذا البرنامج عبارة عن تمارين خاصة مصممة خصيصًا لتقليل حساسية نظام التوازن لديك للحركة، وتحسين التوازن، ومساعدة دماغك على التكيف مع الإشارات غير الطبيعية القادمة من الأذن الداخلية. هذه الجلسات مفيدة جدًا للمرضى الذين يعانون من شعور مستمر بعدم الاتزان حتى بعد نجاح مناورات إعادة التموضع. 🧘
كيفية التعامل مع الدوار المفاجئ
عند الشعور بنوبة دوار مفاجئة، يُنصح بـ:
- الجلوس فورًا وتجنب تحريك الرأس بسرعة.
- تثبيت النظر على نقطة ثابتة حتى تهدأ الدوخة.
- تجنب القيادة أو الصعود على السلالم حتى زوال الأعراض.
- شرب الماء بانتظام لتقليل احتمالية الدوار الناتج عن الجفاف.
إذا تكررت النوبات أو ازدادت حدتها، يجب مراجعة طبيب الأنف والأذن فورًا لتقييم الحالة.
نصائح للتعايش والوقاية من نوبات الدوار المستقبلية
بعد العلاج الناجح، يقدم لك الدكتور هشام طه إرشادات لتجنب تكرار المشكلة:
- تجنب الحركات السريعة والمفاجئة للرأس.
- عند النهوض من السرير، اجلس على حافة السرير لمدة دقيقة قبل الوقوف.
- استخدم وسادتين أو أكثر لرفع رأسك قليلًا أثناء النوم.
- كن حذرًا عند الانحناء أو عند النظر لأعلى.
❓ الأسئلة الشائعة حول علاج الدوار الحركي الحميد
ما هو أفضل علاج للدوار الحركي؟
أفضل علاج للدوار الحركي الحميد يعتمد على سبب الاضطراب ومكان البلورات داخل الأذن الداخلية.
غالبًا ما يُشفى المريض عبر العلاج الموضعي باستخدام مناورة إيبل أو تمارين التوازن الخاصة التي تُساعد على إعادة البلورات إلى القناة الهلالية الصحيحة داخل الأذن.
في الحالات البسيطة، يتم الشفاء تلقائيًا خلال أسابيع دون أدوية.
أما في الحالات التي يعاني فيها المريض من نوبات دوخة شديدة أو صداع متكرر، يمكن استخدام الأدوية المضادة للدوار مثل بيتاهيستين أو ميكليزين لتقليل الأعراض.
يعتبر العلاج الطبيعي وتمارين التوازن مع إشراف الطبيب أفضل خيار آمن وسريع.
الأهم هو تجنب الحركات المفاجئة للرأس حتى تتحسن وظائف الأذن والاتزان تدريجيًا.
هل تحتاج إلى استخدام الأدوية المضادة للدوار؟
لا يعتبر العلاج بالأدوية هو الخيار الأول أو الرئيسي لعلاج الدوار الحركي الحميد نفسه. قد يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للغثيان أو الدوار لفترة قصيرة فقط بهدف تخفيف حدة الأعراض المصاحبة للنوبات الشديدة، ولكنها لا تعالج المشكلة الأساسية المتمثلة في وجود الترسبات في غير مكانها.
ما هو سبب الدوار الانتيابي الحميد؟
السبب الرئيسي للـ الدوار الانتيابي الحميد (BPPV) هو تحرك ترسبات دقيقة من كربونات الكالسيوم داخل القناة الهلالية بالأذن الداخلية.
تتحرك هذه البلورات مع تغيير وضع الرأس أو الرقبة، مما يرسل إشارات متضاربة للدماغ فتحدث الدوخة والاضطراب في التوازن.
وسببه عادةً:
- التقدم في العمر أو التهابات الأذن.
- إصابات الرأس أو العمود الفقري العنقي.
- مشاكل الجيوب الأنفية أو ضعف المناعة.
- في بعض الحالات، يظهر بدون سبب واضح.
هذا الاضطراب يُعرف بأنه الأكثر شيوعًا بين اضطرابات التوازن، وهو غير خطير، لكنه يسبب شعورًا مزعجًا بأن الأشياء تدور حول الشخص.
لذا يُنصح بمراجعة طبيب أنف وأذن وحنجرة متخصص لتأكيد التشخيص واستبعاد أي مشكلة عصبية أخرى.
ما هي أفضل تمارين علاج الدوار الحركي الحميد؟
تُعتبر التمارين العلاجية من أنجح الوسائل لعلاج الدوار الموضعي الانتيابي الحميد، لأنها تُعيد التوازن وتُساعد على إعادة البلورات إلى مكانها الطبيعي في الأذن الداخلية.
🔹 من أشهر التمارين:
- مناورة إيبل (Epley Maneuver): يتم خلالها تغيير وضع الرأس والجسم بترتيب محدد لتحريك البلورات داخل القناة الهلالية.
- تمارين براندت وداروف (Brandt-Daroff Exercises): تُساعد على تعويد الدماغ على التغيرات المفاجئة في الوضعية وتقليل نوبات الدوخة.
- تمارين الرقبة والتوازن (Vestibular Rehabilitation): تُستخدم لتحسين التناسق بين العينين والدماغ والساقين، خاصة في مرضى التصلب أو اضطرابات الاتزان العصبية.
يتم تطبيق التمارين باستخدام إرشادات الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي لتجنب زيادة حدة الأعراض.
💪 مع المداومة، يشعر المريض بتحسّن كبير في الاتزان والتقليل من نوبات الدوار.
كم يستمر الدوار الانتيابي الحميد؟
مدة الدوار الانتيابي الحميد تختلف حسب الحالة.
في الحالات البسيطة، تختفي الأعراض خلال أسابيع قليلة تلقائيًا.
أما إذا كانت البلورات عالقة في القناة الهلالية لفترة أطول، فقد تستمر النوبات عدة أشهر قبل أن تهدأ تدريجيًا.
عادةً تتحسن الحالة بسرعة بعد جلسة أو جلستين من المناورات العلاجية.
لكن في بعض الحالات النادرة، خصوصًا لدى مرضى العمود الفقري أو التصلب العصبي المتعدد، قد تتكرر الأعراض من وقت لآخر.
الأمر لا يستدعي القلق، فـ الدوار الموضعي الحميد اضطراب معروف وسهل العلاج،
ويتماثل أغلب المرضى للشفاء التام بعد العلاج الطبيعي أو المناورات الطبية دون أي تدخل جراحي.
🩺 ومع متابعة الطبيب المختص، يمكن للمريض العودة لحياته الطبيعية بسرعة وأمان.
وأخيرا، يُعتبر علاج الدوار الحركى الحميد من أنجح علاجات اضطرابات الاتزان.
فالعلاج الطبيعي والمناورات الخاصة تُعيد الاتزان في أغلب الحالات،
بينما تساعد الأدوية على تخفيف الأعراض المؤقتة.
للمتابعة والعلاج:
د. هشام طه
أستاذ طب السمع والاتزان – قسم الأنف والأذن والحنجرة – كلية الطب، جامعة عين شمس
📍 العيادة: 27 شارع الخليفة المأمون – روكسي – مصر الجديدة
📞 للحجز: 01227431717
